اهتزّت منطقة طامريس ضواحي مدينة الدار البيضاء على وقع جريمة خطيرة استهدفت سائقاً تابعاً لمنصة النقل عبر التطبيقات “أندريف”، بعدما عمد خمسة أشخاص إلى استدراجه وتنفيذ اعتداء دموي في حقه داخل منطقة خلاء.
ووفق معطيات مؤكدة، فإن السائق كان بصدد نقل المشتبه فيهم كزبائن عاديين، قبل أن ينقضّوا عليه داخل السيارة ويوجهوا له طعنات خطيرة بواسطة أداة حادة على مستوى الوجه، ما تسبب له في جروح بليغة ونزيف حاد، ثم استولوا على سيارته ولاذوا بالفرار بسرعة.
ورغم حالته الحرجة، تمكن الضحية من الوصول إلى مركز الدرك الملكي، حيث باشرت المصالح الأمنية تحقيقا مستعجلًا. واعتمادًا على نظام التتبع “GPS”، رصدت العناصر الأمنية تحرّك مركبة السائق نحو منطقة نائية، لتتم مباشرة عملية تمشيط دقيقة انتهت، في الساعات الأولى من صباح يومه الأحد، بالعثور على السيارة محروقة بالكامل داخل منطقة مهجورة، في محاولة واضحة لطمس معالم الجريمة.
الحادث خلف حالة غضب واستنفار وسط سائقي النقل عبر التطبيقات، الذين عبروا عن استيائهم من تكرر الاعتداءات، مؤكدين أن استمرار تجاهل هذه الظاهرة بات يشكل تهديداً مباشرا لأرواحهم.
وطالب المهنيون بتعجيل تقنين القطاع عبر إجراءات صارمة، من بينها تسجيل هوية الركاب بدقة، وإلزامية البيانات المرتبطة بالرحلات، وتعزيز الحماية القانونية للسائقين، وتنظيم السوق لمنع استغلال التطبيقات في أنشطة إجرامية.
هذا وما يزال التحقيق القضائي مفتوحاً تحت إشراف النيابة العامة، في وقت يتلقى فيه السائق العناية الطبية اللازمة إثر إصابات وُصفت بالخطيرة، فيما تواصل مصالح الدرك الملكي جمع المعطيات التقنية والميدانية لتحديد هوية الجناة وتوقيفهم.
هذا وقد أعادت الحادثة بقوة النقاش حول ضرورة تنظيم قطاع النقل عبر التطبيقات، حمايةً للسائقين والزبناء، ومنعاً لتحويل هذه الخدمات إلى منفذ تستغله العصابات لتنفيذ اعتداءات خطيرة.


تعليقات
0