وزارة الصحة تخرج عن صمتها بخصوص ظهور فيروس جديد

دريوش تيفي24.كوم 

نفى معاد مرابط، منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تسجيل ظهور أي فيروس جديد، مؤكدا أن ما يتم تداوله لا يعدو كونه انتشارا للإنفلونزا الموسمية المعهودة، مع تسجيل بعض الطفرات الطبيعية، دون رصد أي مؤشرات خطورة انطلاقا من الحالات المسجلة إلى حدود الساعة.

وأوضح مرابط، أن الإنفلونزا الموسمية تنتشر سنويا، غير أن ما يميز هذا الموسم هو ظهورها في وقت أبكر من المعتاد، الأمر الذي أكدته أيضا منظمة الصحة العالمية، التي أشارت إلى أن انتشارها كان أسرع على الصعيد العالمي.

ومع ذلك، شدد مرابط على أنه لا توجد أي مؤشرات مقلقة، إذ إن معايير الخطورة تقاس أساسا بعدد الحالات التي تستدعي الدخول إلى أقسام العناية المركزة، وهو ما لم يُسجل ارتفاع فيه.

وأكد المنسق أن الوضع الوبائي الحالي لا يشكل خطورة أكبر مقارنة بالسنوات الماضية، نافيا بشكل قاطع وجود فيروس جديد، خلافا لما تم ترويجه.

وأوضح أن الفيروسات المنتشرة هي نفسها التي تتكرر كل عام، إذ تشمل الإنفلونزا الوقضت بـ30 سنة سجنا لموسمية نوعين رئيسيين، النوع A الذي يضم سلالتين، والنوع B الذي يتكون بدوره من سلالتين، ويكون أحد هذه الأنواع أكثر انتشارا من الآخر بحسب كل موسم.

وأشار إلى أن الموسم الحالي شهد انتشارا أكبر للنوع A (H3N2) في المغرب، كما هو الحال في عدد من الدول الأخرى.

ولفت إلى أن ظهور الطفرات أمر شائع لدى الفيروسات، لكن في الوقت ذاته أكد أن هذه الطفرات لم تترافق مع أي ارتفاع في حدة المضاعفات أو في عدد الحالات الخطيرة التي تتطلب العناية المركزة.

وأضاف مرابط أن الإنفلونزا، بشكل عام، تتراوح أعراضها بين حالات بسيطة تمر بشكل عادي، وحالات أخرى قد تكون أشد حدة، تتجلى في ارتفاع الحرارة وأعراض تنفسية واضحة، خاصة لدى الفئات الهشة.

وشدد على أن الإجراء الأساسي والأهم يتمثل في تلقيح الأشخاص المسنين وكل من يعانون من هشاشة مناعية ضد الإنفلونزا الموسمية بشكل سنوي.

ويفضل، بحسب المصدر ذاته، الحصول على اللقاح قبل بداية الموسم، غير أنه أكد في الوقت ذاته أن الحصول عليه في الفترة الحالية لا يعد متأخرا، ما دام اللقاح لا يزال متوفرا وبسعر مناسب.

ونصح الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض بأخذ قسط كافٍ من الراحة واستشارة الطبيب، والتعامل مع الإنفلونزا باعتبارها مرضا يستوجب العناية والمتابعة، مع الالتزام بعدم المساهمة في نقل العدوى إلى الآخرين.

ودعا في هذا السياق إلى احترام قواعد النظافة الشخصية والوقاية العامة، من قبيل استعمال المناديل وعدم رميها في الشارع، وتفادي الاحتكاك المباشر بالناس وتقليل الاختلاط في الأماكن العمومية، حفاظا على الصحة العامة.

ووفقا لتوضيح من وزارة الصحة، بدأت دورة الإنفلونزا الموسمية هذا العام قبل الموعد المعتاد منذ شهر أكتوبر، لكن دون تسجيل أي تطورات غير مألوفة.

وأشارت التحاليل المخبرية إلى أن انتشار فيروس النوع A (H3N2) يتماشى مع الاتجاهات الدولية، كما أكدت منظمة الصحة العالمية.

وعلى الرغم من أن غالبية الإصابات تبقى بسيطة، فقد تكون هناك مضاعفات لدى الفئات الأكثر عرضة، بما في ذلك النساء الحوامل، والأطفال الصغار، وكبار السن، والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة، وفق المصدر ذاته.

وأكد المصدر ذاته متابعة الوضعية عن كثب طوال الموسم الشتوي، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية، تظل أمرا ضروريا.